أمير الشرقية يفتتح الدورة السادسة لديوانية الأطباء
تنسيق مع الصحة لردم الهوة بين عدد الأسرَّة والاحتياج الفعلي للمستشفيات
استذكر صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، مع احتفالات المملكة بيومها الوطني الــ 87 مقولة موحد المملكة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود –طيب الله ثراه-عندما وقع مع اربع شركات امتياز للبترول في المملكة، وطلبوا منه بنود من جلالته يتضمنها الامتياز حيث قال آنذاك –طيب الله ثراه- "تعليم وصحة الفرد السعودي اهم شئ"، وأستغرب الجانب الأمريكي متوقعين بأن هناك طلبات مالية او إنشائية سيطلبها جلالته من الشركات الامريكية، مؤكدا سموه ان القطاع الصحي من أولويات هذه البلاد والمستشفيات هي الملجأ بعد الله سبحانه وتعالى للمرضى، مستشهدا سموه بما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- من ميزانيات للصحة ومن قبله كافة قادة هذه البلاد الطاهرة.
وكان سموه قد حل ضيفا ومتحدثا في ديوانية الأطباء خلال افتتاح دورتها السادسة في منزل مؤسس الديوانية الأستاذ عبدالعزيز التركي بالخبر وكانت بعنوان (من القلب مع أمير المنطقة الشرقية)، وقال سموه موجها حديثه للأطباء والاستشاريين والاخصائيين: ان دولتكم في بداية تأسيسها أوكلت إدارة الصحة الى وزارة الدفاع آنذاك حيث كانت الأقرب للمجال الصحي، ولولا دعم جلالة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه - للمجال الصحي لما آل الى ما آل اليه اليوم من دعم.
وأشار سموه بالقول: نفخر بما وصل اليه اطبائنا من الجنسين على مستوى العالم ونفاخر بهم في المحافل الدولية، وحضرت اليوم لأسمع منكم ونتحاور، موضحا ان عبارة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز –رحمه الله- دائما امام عيني عندما قال "الامن والصحة صنوان" وهي مبدأ من مبادئه تعلمتها منه – رحمه الله-.
وفتح سموه المجال للمداخلات من الأطباء والاستشاريين والأخصائيين في شتى المجالات الطبية، حيث جاء رده حول تنقل الكثير من المواطنين بين المستشفيات وفتح ملفات وان ذلك يستنزف موارد المستشفيات وجهد الأطباء، حيث قال سموه: لا تلومون المريض الذي يبحث عن العلاج فكل مريض يتعلق بأطراف الامل لعلاج ام او اب او ابن او شقيق او شقيقة او قريب له ولولا الامل لما عاش الناس، واعتقد انها ليست تسويق للمرضى لأنفسهم انما بحث عن العلاج ومحاولة للشفاء بشكل من الاشكال، لافتا سموه عند اكتمال مركز المعلومات الطبية التي تعمل عليه وزارة الصحة ستتلاشى هذه الإشكاليات ويكون لدينا قاعدة بيانات تسهل عمل الأطباء ولا نحتاج الى جهد وتسجيل التاريخ المرضي لكل مريض، مضيفا سموه ان وزارة الصحة ووزيرها النشط يعملون على إيجاد هذا السجل الوطني ليكون قاعدة بيانات للمرضى على مستوى المملكة ولكن هذا السجل والمركز يحتاج الى كثير من الجهد ليحصل الجميع على هذه الخدمة بدون منه من أحد سواء كانوا مواطنين او وافدين، وقال سموه يزور كثير من المرضى دول خارجية للعلاج ويبحثون عنه حتى وان كان في "عش العنكبوت"، فيجب عليكم كأطباء ان لا تلومون المرضى.
وحول مدينة الملك خالد الطبية المزمع إنشائها في المنطقة الشرقية ، أوضح سموه ان الأمور تسير الى الأفضل بعد تخصيص الأرض وزيادة المساحة التي تنازلت بها أرامكو السعودية وعرض علي العديد من التصاميم للمدينة والعمل جاري على بعض الأمور المالية لتكون المدينة واقعا ملموسا لتخدم أهالي المنطقة الشرقية وزوارها.
وعن نظرة سموه للخدمات الصحية المقدمة في المنطقة الشرقية، أكد ان، رؤية المملكة المستقبلية للصحة ان تقدم لكل مريض على ارض المملكة دون منه، ولزاماً علينا ولن تبرئ ذمتنا اذا لم يقدم لهم العلاج فالمرض لا يفرق بين مواطن ومقيم او لون ولون وبين غني او فقير، والتوجه الأمثل ان يكون هناك مواكبة للمتوقع لرؤية المملكة 2030 فالرعاية الصحية من أولويات الرؤية، انا لست طبيب ولكن اعرف ما يريد المريض ولن اقف مكتوف الايدي لتقديم العلاج لمن يحتاجه في المنطقة الشرقية بغض النظر عن وجود تأمين صحي لدى المريض، ومتى ما كان هناك مستشفيات حكومية وخاصة ستكون الرعاية على اكمل وجه بإذن الله.
وأشار سموه بأن هناك تنسيق مع وزارة الصحة لردم الهوة بين عدد الاسرة والاحتياج الفعلي لمستشفيات المنطقة الشرقية التي هي اقل من المعدل العالمي وهذا يشكل تحدي لتوفير العدد المناسب من الأسرة للمرضى مع الاخذ بالاعتبار تزايد عدد السكان، ونعمل حاليا على تشجيع رجال الاعمال للمشاركة في القطاع الصحي ببناء مستشفيات خاصة وتوزيعها جغرافيا بشكل يخدم المرضى والقاطنين وهناك 3-4 مستشفيات خاصة سيتم تشغيلها قريبا بالمنطقة، والعدد لايزال غير كافي، وبالنسبة لعدد الاسرة وزارة الصحة تعمل جاهدة لحل هذه المعضلة على مستوى المملكة ليكون لكل مريض سرير.
وحول التلوث الجوي والبيئي بالمنطقة والذي يرفع حالات الإصابات واشغال المستشفيات، أوضح سموه بان المنطقة الشرقية مع ما حباها الله من ثروات يصاحب ذلك تلوث بيئي ومائي وارضي وهوائي الا ان التلوث مازال اقل من المعدل العالمي بشهادات المنظمات البيئية العالمية، وقال سموه لابد من الحرص من البداية على كل منشائه تراعي نسب التلوث وهناك كود بناء يجب على الأمانة قبل الترخيص ان تكون المنشأة صديقة للبيئة التي استنزفت في وقت من الأوقات، مثال أشجار المانجروف كادت ان تنعدم لولا تطوع العديد من الشباب والجهات لإعادتها ومنها شركة أرامكو السعودية التي تبنت زراعة أشجار المانجروف على شواطئ المنطقة الشرقية بعد ان كان هناك ردم جائر وانشائي لهذه الأشجار المهمة للثروة السمكية والاحياء البحرية، فالبيئة تهمني لأنها ما سيبقى للأجيال القادمة.
وحول الغاء تراخيص العديد من شركات التأمين ومدى تأثر المجال الصحي في المنطقة، أكد سموه ان الغاء العديد من شركات التأمين جاء بناء على عدم استيفائها الشروط ، مشيراً إلى أن وزارة الصحة لا تستطيع لوحدها ان تكون المشغل والمنسق والمراقب بل يجب على شركات التأمين ان تشارك في ذلك، ولن نهضم حقها في الأرباح لكن يجب ان يكون هناك عدالة في تقديم الخدمة مقابل التأمين، ويجب على شركات التأمين ان تكون واضحة مع عملائها وان لا تخدعهم.
وعن غياب الدور المؤسسي في الكشف عن السرطان، قال سموه العديد من الجمعيات بالمنطقة تقود بدورها في هذا المجال ويشكرون عليه، والقادم هو خصخصة المجال الصحي الذي تعمل عليه الدولة ليرقى الى المأمول ولابد ان يكون هناك تخصيص وهو جزء من التكافل الاجتماعي بين الجمعيات والمستشفيات ورجال الاعمال والحكومة، مبينا سموه ان الفحص المبكر يقلل من خطر الإصابة بأمراض السرطان بنسبة تصل الى 95% اذا ما تم اكتشافه مبكرا وانتم من يحدد طرق العلاج بالفحوصات على المرضى مبكرا.
وحول ارتفاع عدد المصابين بالسكر في المملكة، قال سموه، نعم بالفعل مرتفع بسبب الاكل او من عوامل وراثية أخرى، ونحتاج الى توعية، ويؤلمني ان بعض طلاب الصفوف الأولية لديهم سمنة مفرطة وبتالي محكوم عليهم بإحدى الامراض لا سمح الله.
وحول تبني الاعلام التشهير ببعض الأخطاء الطبية، أكد سموه، الإفصاح والاعلام الصادق هو طريق النجاة ولابد ان نعرض الحقائق على الاعلام دون خجل، وقال نعم هناك أخطاء مثل كل دول العالم وكل جهة صحية لديها متحدث رسمي لابد ان يظهر ويتحدث عن الأخطاء ولا يضركم تناولها في الاعلام ولا يجب ان نسكت بل الرد بصراحة وصدق وعندما يكون هناك خطأ يجب عليكم الإبلاغ عنه.
ولفت سموه، ان هناك عمل وتوأمة بين وزارتي الصحة والتعليم للتقليل من نسبة السمنة في المدارس من خلال زيادة حصص الرياضة والأنشطة والتركيز على الاكل الصحي في المقاصف المدرسية لاسيما ان وزيري الصحة والتعليم في مجلس التنمية الاقتصادي للدولة، والاهم من ذلك ما يحصل عليه الطلاب من أكل في المنازل وهذه مسئولية أولياء الأمور والامهات.
وحول اغلاق مستشفى خاص بالمنطقة الشرقية مما جعل حقوق الأطباء ضائعة، أكد سموه ان هناك حقوق واجبة التنفيذ للكوادر الصحية في هذا المستشفى وكثير من الأطباء تركوا المستشفى بسبب الأوضاع المالية ولهم حقوق علينا وواجب ان نعطيهم حقوقهم فهم قدموا من شتى بقاع العالم ليقدموا الخدمة لنا، ويؤلمني ان أرى ذلك المستشفى مظلم، الا انه عاد ونبه متى ما كان لدى الملاك نية صادقة للحل فنحن سنساعدهم، ملوحا باتخاذ الإجراءات الرسمية لإنعاشه وحفظ حقوق الناس من الضياع.
وحول فتح المجال للكادر النسائي في اقسام وتخصصات البيطرة، كشف سموه بالقول، بأن النظام الأساسي للحكم في هذا البلاد لا يفرق بين رجل وامرأة وهو نص مكتوب ونعمل بموجبه، وسأعمل على توفير هذه التخصصات في كليات الجامعات الجديدة وان شاء الله بناتنا يكن من المقبولات في هذا التخصص. وفي ختام اللقاء قدم مؤسس الديوانية الأستاذ عبدالعزيز بن علي التركي درعاً تذكارياً لسموه الكريم كما قدم الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن لوحة من أعماله " رجل السلام " كإهداء لسموه ، بعدها التقطت الصورة الجماعية مع حضور اللقاء.