طالب الخبير النفطي م. عثمان الخويطر بإدخال مواد تثقيفية عن النفط وكيفية المحافظة عليه لاسيما وهو السلعة الاغلى والرئيسية في المملكة على ان يدرس في المراحل الأولية من الابتدائية حتى المرحلة الثانوية، موصيا بالاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية المتجددة وتقديمها على الطاقة الذرية الذي يعتبر ملفا شائكا وخطرا ولسنا مؤهلين في الوقت الحالي لتشغيله وصيانته.
وأكد في السياق نفسه ان الطاقة الشمسية تنخفض تكاليفها سنويا وهي متوفرة وهبة من الله في جميع أنحاء الأرض، موضحا بأننا نحتاج 20 إلى 25 سنة لتدريب وتخريج مهندسي طاقة ذرية مواطنين. وقال خلال استضافته في ديوانية الأطباء للحديث حول “البترول الحاضر والمستقبل”، تأخرنا كثيرا في المملكة لم تكتشف حقلاً متوسطاً من النوع التقليدي منذ 45 سنة.
وانتقد م. الخويطر ضعف ثقافتنا النفطية عن البترول، ويعتقد أننا نسرف في إنتاجه ونستعذب دخله الكبير، في الوقت الذي لم نكن فيه قد هيئنا أنفسنا لما بعد النفط وأصبح دخلنا أكبر عن حاجتنا.
وتحدث عن البترول كسلعة حيث تمنى الخبير النفطي م. الخويطر، اننا قللنا انتاجنا من النفط منذ السبعينات والثمانينات من أجل الحفاظ على هذه الثروة الناضبة وفتح مجال أوسع لمشاركة المواطن في التنمية الاقتصادية، بدلا من توفير المال بطرق سهلة لا تشجع على العمل والانتاج الفردي، فقد كان إنتاجنا منذ أوائل الثمانينات يتجاوز العشرة مليون برميل يوميا من النفط التقليدي. وقد انتجنا حتى الآن أكثر من نصف المخزون ودخلنا في إنتاج النصف الأخير والأصعب والمرتفع التكلفة خلال العقود المقبلة.
ولفت م. الخويطر، إلى أن أكثر من 90% من دخلنا يعتمد على المداخيل النفطية، مشيرا الى ارتباط احتياطيات البترول في معظم الدول المنتجة، ومن ضمنها دول الخليج بغطاء كثيف من عدم الشفافية، وهو ما يخفي عن المواطن معلومات مهمة عن مستقبل الدخل والاقتصاد.
وعرج م. الخويطر، على تذبذب أسعار النفط وانخفاضاتها في الوقت الحالي حيث ذكر انه في منتصف الثمانينات والتسعينات والالفية الجديدة حصل فائض لإنتاج النفط بكميات مختلفة. ولكنها كانت فوائض طبيعية تعود الأمور بعدها إلى الوضع السليم. ولكن الوضع الحالي يختلف فقد هبطت الأسعار الى أدنى مستوياتها من أعلى من 100 دولار الى 30 دولارًا للبرميل، مما يدل على ان خلف هذا الانخفاض والتراجع دوافع جيوسياسية أدت الى نزوله، وليس كما يتردد في الاعلام الغربي بان سبب الانخفاض يعود الى منافسة النفط الصخري والرملي والبحري، مؤكدا بأن تلك الأسباب غير صحيحة وغير دقيقة.
وكذلك بالنسبة لما تنسبه وسائل الإعلام من أن القصد من عدم خفض الانتاج هو من أجل المحافظة على الحصص السوقية لا يتناغم مع المنطق والمنتجين يخسرون أكثر من 70% من الدخل في سبيل ذلك الهدف. فهو غير منطقي، فالعالم ينتج 95-97 مليون برميل يوميا من النفط حاليا بفائض اثنين مليون برميل، وهذه الخسارة توزع على كل الدول المنتجة للنفط وليس على دولة بذاتها.وكشف الخبير النفطي م. الخويطر، ان ما تبقى من الاحتياطي النفطي من نوع التقليدي الرخيص لا يزيد على تريليون برميل. أما الاحتياطي الذي يشمل جميع أنواع النفوط المعروفة في مناطق العالم فقد تزيد عن أربع تريليون، من التقليدي وغير التقليدي. ويبلغ انتاج النفط التقليدي ما يقارب حاليا 90% من الانتاج العالمي.
وقال وشدد م. الخويطر في معرض حديثه، على أهمية تنويع الدخل في المملكة لأن الاعتماد الكلي على دخل مصدر واحد قابل للنضوب قد يؤدي بنا إلى كوارث اقتصادية وإنسانية لا قدر الله، وعلينا التنوع حتى تستمر الحياة فوق أرض هذه الصحراء القاحلة، خاصة وان عدد سكان المملكة ينمو بشكل كبير ونجد أنفسنا بعد عقود قليلة قد جاوزنا 60 مليون نسمة، بل ذهب ابعد من ذلك متمنيا استمرار انتاج النفط الصخري وغيره من النفوط غير التقليدية حتى لا يزيد الضغط على إنتاجنا ونضطر إلى رفعه استجابة للطلب العالمي، وهو ما يتنافى مع مصالحنا القومية.
وحول مستقبل النفط من جهة نظرته الخاصة، قال م. الخويطر، مستقبل النفط غامض، فالنفط التقليدي، وهو المصدر الرئيس، يمد العالم بما يزيد على 90 مليون برميل يوميا، وسينخفض الإنتاج قسرا خلال العقود القادمة مع استمرار نمو الطلب العالمي، وعندما يصل الانخفاض إلى 10 مليون برميل يوميا فسوف يكون من شبه المستحيل تعويضه من غير التقليدي والذي هو أصلا مكلف، على اعتبار ان الطلب العالمي يزيد مليون برميل يوميا، وذكر ان تكلفة إنتاج البرميل في المملكة كانت في الستينات أقل من دولار واحد وفي السبعينات بدولارين والان قريب من العشرة دولار فيما يكلف بعض الدول حاليا أعلى من 30 دولارًا للبرميل الواحد.