أكد الداعية المعروف وعضو لجنة الشفاعة الحسنة بجمعية إيثار لتنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية الشيخ خالد بن محمد العبدالكريم على العلاقة الوثيقة بين الشريعة والطب، ويتجلى ذلك من خلال ما توصلت إليه الاكتشافات العلمية الحديثة في مجال الطب والتشريح والتي برهنت على دقة وصف النصوص الشرعية لمراحل وأطوار تكوين الجنين في رحم الأم وتطابقها مع هذه الاكتشافات بما يقطع الشك والريب ويدحض النظريات الفلسفية التي سادت في قرون سابقة.
وقال العبدالكريم خلال استضافته في اللقاء الشهري الثاني عشر بديوانية الأطباء في محاضرة بعنوان «أسرار الروح بين الشريعة والطب» أن الله سبحانه وتعالى يأمر الملك بنفخ الروح في الجنين بعد (120يوماً) وهذا ما أكدته الاكتشافات العلمية الحديثة حيث اثبتت بتشريح الاجنة أن الاتصال بين المناطق المخية العليا (الدماغ) والمسئولة عن الإرادة والتحكم بالتنفس والدورة الدموية وغيرها من الأعضاء يكون في اليوم 120 من التلقيح وهذا مطابق تماماً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزة من معجزاته الباهرة.
وبين العبدالكريم أن الشريعة تحرم قتل الأنفس بإسقاط الأجنة (الإجهاض) بدون سبب شرعي وامتهان كرامة الإنسان حيث يبلغ ما يتم اجهاضه بالعالم أكثر من 45 مليون سنوياً، علماً أن المنظمات الطبية العالمية تدرجه تحت الممارسات اللاأخلاقية في المهنة لكونها تنسف قيمة الإنسان وتحوله إلى حقل تجارب, كما يندرج تحت هذه الممارسات تبرع المرأة برحمها أو تأجيره وإقامة بنوك المني وتجميد الأجنة واستخدام الأجنة للاستزراع واستخلاص الخلايا الجذعية في مراحلهم الأولى والتي تنحصر بين اليوم الخامس إلى اليوم السابع من تكوينهم وكذلك الاستنساخ البشري .
وعرج العبدالكريم خلال محاضرته على مراحل تكوين الإنسان في النشأتين والتي أولاها خلق أبو البشرية آدم عليه السلام وبداية السلالة البشرية والأطوار السبعة التي مر بها ثم النشأة الأخرى وهي تكوين الجنين في بطن امه وتعاقبه في المراحل حتى خروجه للدنيا وبداية مشواره مستعيناً بما سخر الله له من أدوات السمع والبصر والعقل لمواجهة ومكابدة الحياة وصولا الى ساعة الفراق المحتوم وعودة الروح إلى بارئها.
وتابع العبدالكريم أن رحم المرأة من أعجب أعضاء المرأة وفيه إمكانات وأسرار استودعها الله فيه لتشريفه كونه سيحمل إنسان صاحب رسالة وخليفة لله في أرضه، مستعرضاً مراحل التكوين التي تتمثل في النطفة والعلقة والمضغة ثم العظام واللحم ثم الإنشاء خلقا آخر ثم مرحلة النفخ في الروح والتي يتولاها أحــد ملائكــــة الله مــــوكل بهذا الأمر.
ولفت العبدالكريم الى أن الإنسان تحوطه الشريعة والطب من كل جانب بحيث تضمن له الشريعة الكليات الخمس وهي الدين والعقل والنفس والنسل والمال، أما الطب فهو بقيمه وأخلاقه وآدابه يحوط النفس البشرية بالعناية والاهتمام دون تفريط ولا تفريق بين طائفة وأخرى فرسالته للإنسان دون النظر لأي اعتبار وأضاف أن الطبيب لا يقف عند حد معين وهو مدعو للاكتشاف والبحث والتطوير لما فيه صالح البشرية وحماية الإنسان وتثقيفه صحيا ونشر الوعي الطبي في المجتمع.
وفي نهاية المحاضرة قدم رئيس ديوانية الأطباء التركي درعا تذكاريا للشيخ خالد العبدالكريم بهذه المناسبة.